فى إطار المخططات الإسرائيلية الخبيثة لتصفية القضية الفلسطينية سياسيا وإنسانيا، كشفت وثيقة سرية صادرة عن وزارة الخارجية الإسرائيلية عن استراتيجية حكومية لإخراج وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من قطاع غزة بعد الحرب، ووفقًا لتقرير شديد السرية نشرته القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي، تنصح الوثيقة بتنفيذ الخطة في 3 مراحل، حيث تشير المرحلة الأولى إلى كشف تعاون مفترض بين حركة حماس والأونروا، التي تقدم خدمات إنسانية للاجئين الفلسطينيين.
وتقترح المرحلة الثانية تقليص نشاط الأونروا في غزة واستكشاف بدائل لتقديم خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية، بينما المرحلة الثالثة، تشمل نقل مهام الأونروا إلى الهيئة الحاكمة في غزة بعد انتهاء الحرب.
وتسود توقعات بطرح الخطة على مجلس الوزراء الإسرائيلي في المستقبل القريب، مع إشارة التقرير إلى رؤية الولايات المتحدة للأونروا كلاعب إيجابي في الجهود الإنسانية داخل قطاع غزة.
وفي هذا السياق قال الخبير في الشأن الفلسطيني إبراهيم الدراوي في تصريح خاص ل "المصير" إن ما يدعم الفلسطينين وينقل الحقيقة يزعج الجانب الإسرائيلي، فلم يتبق في غزة لنقل ما يدور هناك إلى العالم الخارجى وتحديداً إلى المنظمات الدولية ومجلس الأمن إلا منظمة الأونروا التى تمارس دور المرشد الدولى الأمين على كل مارسات وجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، وبالتالي تتجه الأصابع الإسرائيلية بتواطؤ أمريكي للتخلص من هذه المؤسسة المدنية الدولية.
وأوضح أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، نقل الصورة الواقعية للتدمير الحقيقي بقطاع غزة، واعتبر أن هذه إبادة جماعية، وهذا ما أزعج الجانب الإسرائيلي، ومن أجل ذلك تعمل إسرائيل على خروج "الأونروا" من القطاع.
ومن جانبه، صرح الدكتور طارق فهمي الخبير السياسي ل "المصير"، بأن الخطوة الإسرائيلية ليست مفاجأة، موضحا أن إسرائيل تسعى بعمق لإلغاء دور الأمم المتحدة ووكالاتها في الفترة المقبلة، حيث بدأت بالهجوم على الأمين العام للأمم المتحدة ومحاولة اغتياله سياسياً، لانحيازه للموقف الفلسطيني.
وأشار إلى أن إسرائيل ضربت المدارس الخاصة التى أنشأتها "الأونروا"، ودمرت المشروعات فى قطاع غزة، مؤكدا أن الهدف ليس إلغاء دورها ولكن تخويف العاملين لأنهم في وجه عمليات الاغتيال.